صدور العدد 18 لمجلة الجامعة
كلمة مدير الجامعة
استمرارية وتحد
تتشرف جامعة سطيف2 بتقديم هذا العدد المتجدد من مجلة العلوم الاجتماعية، في حلته المتميزة وبمحتوياته المتنوعة، فهو حلقة جديدة من طبيعة مختلفة في سلسلة قديمة بعنوان جامع متفتح على كل التخصصات المعتمدة بجامعتنا. فهو إذن تجسيد لاستمرارية وتحد، لأننا نعتبره بمثابة ولادة جديدة لمشروع طموح يهدف لترقية الباحث أيا كان موقعه والبحث العلمي الجاد. إذ نعتبر المجلة أداة جد هامة لتجديد الخطاب العلمي ومنطق التواصل بالأساتذة والباحثين، والارتقاء بالممارسات البحثية إلى المستويات الأكاديمية. لقد أخذت المجلة على عاتقها مهمة تجاوز الحدود التقليدية لاهتمامات العلوم الإنسانية والاجتماعية، من علم اجتماع وعلم نفس وفلسفة وعلوم سياسية وأدب، تاريخ، آثار وحقوق أو لغات إلى محاولة ربطها باحتياجات المجتمع والسعي لإشراكها في الأوساط العلمية العالمية، وهو أمر يستعصي تحقيقه، إلا إذا توفرت مجموعة من الشروط:
- الالتفاف العلمي النوعي للأساتذة الباحثين المتميزين والعناية الفائقة لنشر أحسن البحوث والدراسات.
- السعي الدؤوب لتنقيح منهجية البناء المعرفي وربطها بالمعارف العالمية
- التفكير الجاد في استثمار المعرفةباللغات المختلفةفي تطعيم البحوث بالقيمة المعرفية التي تمنحها القدرة على المنافسة العلمية.
وإذا كان رهان المجلة، في توفير فضاء علمي مؤهل لتحكيم مهارات الباحثين وقدراتهم العلمية، قصد الترقية في مساراتهم المختلفة، فلن يكون ذلك هدفا في حد ذاته، لأن تطبيق المعايير العلمية في التحكيم والانتقاء، كفيل بالرفع من مستويات المعالجة والبناء وتكريس التميز العلمي، وهو أيضا أمر يصعب تجسيده إلا إذا توفرت خبرة نوعية، ومرافقة منهجية، قد تؤسس لتواصل معرفي داخل الجامعة نفسها، وبين جامعتنا وأصحاب التخصص داخل الوطن وخارجه. وذلك ما يدعونا للتفكير في الشبكات الموضوعاتية، التي على أساتذتنا التفكير فيها والعمل على انفتاحها على الباحثين في مختلف المستويات.
من رهانات المجلة أيضا، تكسير حواجز الانطواء، وتكريس منطق الانفتاح والتواصل، بحثا عن التميز العلمي. وهو أمر يستدعي التنقيب عن العنوان الجاد والسؤال النوعي في كل مقال، أيا كان انتماء صاحبه، ولعل ما توفره التكنولوجيات الحديثة للاتصال من فرص النشر السريعة والإلكترونية، تموقع مجلتنا هذه-بنسختها الإلكترونية-كواجهة علمية للجامعة، وكجسر معرفي، نصبو أن يربط جامعتنا بأقطاب التخصص في الجزائر والعالم.
إن هذا التكامل المنشود؛ فضلا عن أنه ناظم منهجي ورؤية معرفية مرتبطة ببنية العلم ذاته، يمتد معناه إلى دلالة أخرى، هي الدلالة المؤسساتية. فالجامعة كمؤسسة تنتج المعرفة، من الأجدى أن تتكامل مع مؤسسات المجتمع الأخرى، كي تمدها بالجهد العلمي والإطار النظري الذي يجري تطبيقه ويستحيل مشاريع وبرامج ميدانية، لأجل معالجة الظواهر أو القضايا موضع الدراسة.
إننا نتوسم، عبر هذه المجلة، عهدا جديدا من العطاء المعرفي لباحثينا وأساتذتنا، ونقطة استقطاب علمي يحمل على عاتقه مهمة تفعيل منطق الجدل العلمي الأكاديمي، وخلق ديناميكية معرفية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.
سطيف 08 جوان 2014
مدير جامعة سطيف2
أ.د.الخير قشي